tisdag 19 juli 2011

اريد الياسمين

مع خيوط الصباح في هذا البلد البعيد المتقلب في مزاجه بين الصحوة والغائم اخط خطواتي خارج غرفة نومي واسير الى صندوقي الصغير ,اسير بخطى ثقيلة وعيون مازالت لاتقوى على مغادرة النوم والمس مفتاح التشغيل واوقظ صديقي ذو الوجه حاد الزوايا ريثما يستعد لاصابعي احضر فنجان قهوتي الصباحية التي تزداد مرارة كل صباح ولا اتوقف عن شربها .
بعد ان القي التحية المناسبة لصديقي واقول له كلماتي السحرية والسرية يفتح لي باب المغارة ,تلك المغارة التي اعرف انها لا تحوي الكثير من الكنوز وما اشاهده من ماسي وحوادث سوداء . الا اني انتعش للحظات دخولي الى تلك السراديب تلك الانتعاشة دليل ادماني ,
اغرق في بحر الاخبار , واغرق مع نفسي ومع الاخبار احاول تصنيفها حسب الاهمية طبعا لقوة العنوان وانزلق مع الاخبار الساخنة في متاهي التعليقات وتنزلق معها نظارتي من فوق انفي وأعدلها واعود واتابع من جديد وارتشف قهوتي المرة مع مرارة الاخبار
,
افقد الرغبة بان أضع في فمي اي شئ لا استطيع ان اتزوق شيئا ما اي حلاوة او ملوحة او حموضة فقط طعم العلقم في حلقي ، بت اشك أني فقدت كل حواس الزوق في لساني .

يغيب اليوم كله وانا اهذي مع نفسي اعقد مؤتمرات مع ذاتي أحلل الاحداث لوحدي ابتلع كل ما أقراء ويدور النهار كله في دوامة .أحاول ان اسرق بعض الوقت للقيام بأعمال منزلية قد يعطيني وقتا لتفريغ شحنات قد تولدت خلال الصباح ، رغم اصطناعي باني مشغولة بشيء اخر الا ان كمبيوتري مستمر بالعمل وبين الحين والحين استرق النظر اليه لاى ما قد تجدد من اخبار . حتى بين طناجري اركض لغرفتي احسب الزمن الازم لتصفح شيء جديد بينما يحمر السمن اركض ثانية الى المطبخ وأحاول إنجاز شيء ما . فقدت كل الرغبة في اختراع وصفات طعام أحاول ان اطبخ شيئ ما لا يحتاج وقت مني ورغم ذلك تراني اقضي الوقت جيئة وذهابا . تركت كل الاعمال المنزلية التي كنت قد وعدت نفسي أني سأقوم بها في إجازتي وأخلف الوعد . اعزي نفسي بانه لا يزورني شخصا ما ليرى كم أنا سيدة مهتمة ببيتي
، .تمر ساعات اليوم وان أناضل خلف الشاشة ارسل لايكات لمواضيع اعلق على صفحات اخري وأشارك بموضوع مهم حسب قناعاتي فربما يقراه احد ما من أصدقائي ويشاركني الراي .
من الاشياء التي افعلها وتزيد من احساس بالرهبة والخوف هو دخولي على صفحات معادية للثورة ، أخاف ان يخرج لي شخصا ما يقاتلني فيها لماذاواتخيل انهم سيعرفون أني دخلت هنا وسيقتنصوني بتعليقاتهم الوضيعة والقاتلة ، الخوف معشعش الا أني انتقل فورا منها وكاني فتحت باب مقر للاعتقال وتعذيب لاحد الفروع الأمنية التي لم أرها يوما ما لكني أتخيل ان أشخاصا كهؤلاء يمكن ان يعملوا فيها وأصاب بالذعرواتركها فورا
انتهت اجازتي وعدت للعمل وبدات فورا حربا شعواء مع الساعة . كنت اريد ان تنتهي الساعات والدقائق بسرعة , للعودة الى اصدقائي من الثوار الفيسبوكيين ونشرات الاخبار العاجلة , .
وتمر الايام وانا بانتظار نهاية لهذه الحالة البائسة من الياس والتفائل. اريد نهاية متوجة بالغار . اريد الان وردا اخر في بساتاننا , ورد الجوري وشقائق النعمان والان اريد الياسمين .
.