torsdag 4 oktober 2012



الحراك الشركسي في ظل الثورة السورية



  منذ انطلاقة الثورة السورية وتحديدا منذ انطلاقة  حركة الاعتصام امام وزارة الداخلية   للمطالبة بالافراج عن المعتقلين السياسيين ,الى يومنا هذا شارك ابناء الشركس بالثورة السورية من خلال الانخراط بالعمل السلمي والمظاهرات  , وكثيرة هي اعمالهم ولكن لم تظهر تحت اسم الشركس في الفترات الاولى للثورة نظرا لعدم وجود اي حاجة طالما كان الشعار الشعب السوري مابينذل  و شعار   واحد واحد واحد الشعب السوري واحد

 ,وبنفس الوقت كانت قضية  القومية الشركسية حاضرة نتيجة لانتعاشها مجددا ولا مجال لذكرها هنا الان , وهذه القضية  تعيش في قلب كل شركسي نظرا لاعتبارها القضية المهمة التي يجتمع الشراكسة عليها وويحاولون الحفاظ عليها لانها تحدد  تاريخهم  وهويتهم  المهددة بالاختفاء  بفعل الانصهار بالمجتمع العربي. هذا التعلق القومي الذي شربه ابناؤها   منذ الصغر مع الحليب حتى  يحافظوا  على مقوماتهم  كشراكسة   وتخليدا للاجداد  الشراكسة  الذين شردوا من وطنهم وتبعثروا في العالم .ولكن  الشعور القومي القوي لم يمنعهم  من الشعور بالانتماء الى سوريا كوطن رغم  اانهم يملكون  وطنا  ام تنتظرهم  ان نعود  اليها  يوما ما.      
ومع تطور الاحداث واذدياد رقعة الاحتجاجات وحملة الاعتقالات الواسعة بدات تظهر في تلك الفترة بعض الصيحات بين الشباب الشركس الى حمل لواء الانتماء القومي علنا كتميثل للحراك  في الشارع ردا على الادعاء بان النظام يحمي الاقليات الطائفية والقومية تلك الورقة التي التي داوم النظام على اللعب بها لتثبيت الاقلية حوله ويحتمي بها بدلا من تقديم الحماية لها حسب ادعائه  .  فقد  عمل الاب حافظ الاسد في فترة حكمه على استغلال الاقليات القومية والدينية عن طريق تجنيد ابناءها في خدمته واختيار بعض رموز هذه الاقليات في اعطاءها دورا قياديا في اماكن تجمعاتها  وبمناطق كثيرة   بحجة خدمة الجماعة نفسها وخدمة النظام بنفس الوقت ولايهام الاقلية بانه يحميهم من خطر لانعرف ما هو اصلا  وخلق شبكة من العلاقات بحيث يسيطر على اي تحرك او تململ من هذه الاقليات ضد نظام الحكم ,بهذه الطريقة ظهرت اسماء شركسية في البرلمان ممن يتقربون للعائلة الاسدية بشكل كبير الى اسماء في السلك العسكري او الامني امثال وليد اباظة , وبعض الاسماء الاخرى التي تشغل مناصب صغيرة في الهيئات التي تجمع الشراكسة يظهر اغلب  قياديها  الولاء للنظام طوعا او قسرا  نظرا للمكاسب التي يحققونها في تقربهم من النظام او نتيجة لطبيعة الشركس  المعروفين بالاخلاص  , واغلب الشركس يعرفون جيدا وضع هذه الجمعيات ومن يقرر فيها وكيف تختار رموزها  ولايخفى على الجميع الوضع العام في سوريا في ظل النظام الامني وغياب سلطة القانون وتجذر الفساد فيه فكان الجميع يخاف من شبح لايعرف ما  هو . وبما ان الاقلية الشركسية قليلة العدد حوالي  120الف شركسي متوزعون في قرى الجولان , دمشق وحمص وحلب وبعض المناطق الاخرى  فكان سهلا جدا معرفة من هم وخاصة انهم كباقي الاقليات يسكنون الى جانب بعضهم البعض . لذلك كان من السهل القاء القبض على اي ناشط , فكان ما كان العمل السري لاغلب الشباب في تلك المناطق   لذلك لم يخرج الشركس في اماكنهم بل فضلوا على التظاهر في اماكن اخرى حتى يبتعدوا عن عيون الجميع ممن يعرفهم  في اماكن . تجمعهم
 ونما شعور غريب بالخوف من الابادة او التشريد وخاصة الغالبية من الشركس ممن نزحوا من الجولان بعد الحرب مع اسرائيل هذا الشعور بالتكاتف خوفا من استغلال النظام او اطراف اخرى للشركس وقضيتهم  ,الا ان الاحساس الوطني غلب على الشعور القومي للجماعة وبدء الشباب مصمما اكثر على الابتعاد عن تلك الصورة التي رسمت له بولائه  للنظام . بدات الصفحات والتنسيقيات  تتكاثر يوميا تحمل اسماء شركسية رغم تواجد  نفس المعجبين على كل الصفحات الشركسية  , ولكن لم يكن هذا مضرا بل مطلوبا  الاكثار  لتوسيع الاشتراك في الثورة والتواصل والتنسيق للمظاهرات   وانشأو  غرف  سرية وعلنية ,  وما فعله الشباب في احدى التجمعات في كفرسوسة  برفع لافتة  اوقفوا القتل نريد ان نبني وطنا عندما رموا بانفسهم على الارض مثلا في لقطة مصورة على محطات اليوتوب  والتي انتشرت بعد ذلك في مناطق عديدة من العالم في طريقة لمساندة الشعب السوري كما نشط الشباب الواعد اعلاميا في مختلف صفحات الثورة وحملوا فكرا رائعا وحضاريا  وعملوا على توثيق الانتهاكات كما عملوا على  جمع المساعدات الاغاثية وحتى من قبل بعض رموز ابناء الشركس المعروفين بولائهم القوي للنظام ,فقد انشقوا عن هذا الدرب وخاطروا بحياتهم في سبيل دعم الثورة , والعمل فيها . كما انخرط قسم منهم في العمل العسكري والتحقوا بالجيش الحر كما انشق من جيشه النظامي والتحق به  مثل  ياسر  اباظة الذي علن انشقاقه  في حمص  وعرف عن نفسه انه من ابناء  الاقلية الشركسية  ادراكا منه الى اهمية ذكر ان الشركس لايقفون  الى جانب النظام .  وانتعش المناصرون لحملة الظهور العلني كجماعة شركسية في الحراك الثوري

والشركس من ابناء هذا البلد ويعيشون ازمته , فيه من المعارضين الاشداء وفيه من السياسيين ومن المفكرين اللاعنفيين امثال الشيخ جودت سعيد وفيه من الموالين للنظام  كما يوجد من لايمت للموضوع باي صلة ولا يستطيع ان يقف موقف  واضحا لتجذر الخوف فيه.   فصار في كل بيت قصة ,وفي كل بيت انشقاق بين موالاة وبين رماديين وحتى  معارضين , ومعتقلين , وناس تشردوا بفعل القصف وخاصة  من سكان  حمص , فقد  عاد بعضهم  الى وطنه الاصلي  بعد ان فقد وا كل شي ,تم ذلك بمساعدة الاهل في القفقاس بنفس الوقت الذي كانت تجري فيه حركة الهجرة الى القفقاس التي بدات قبل الاحداث اصلا   . فقدموا لهم مكان امن مؤقتا على الاقل

مازال الحراك الثوري ماضيا   ومازال  الشراكسة ابناء هذه ارض ثوار مثل باقي ابناءه يتوقون للحرية ويرفعون راية النضال مثل  كل ابناء سوريا ومثل كل اقلياتها وطوائفها  فيها الثائر وفيها المعارض والسياسي والمفكر ,كما يوجد  ايضا  الموالي والشبيح , فلا احد يتكلم عن  الشركس ويحاول ان يوصمهم بانهم اقلية موالية للنظام فشهداء الشراكس  سقوا تراب الجولان سابقا ويسقون تراب دمشق وحمص حاضرا امثال وائل  داغستاني , ,وهيثم افندي بك  ونور لخوج   كما يقبع في غياهب السجون ابناؤهم  منذ شهور.
 فهم   شعب رفض الذل  فطرد من وطنه لرفضه  العيش تحت  سيطرة القياصرة الروس فلا   يستطيع ان يقبل  بالذل في وطنه سوريا
.او في اي مكان يتواجد فيه الشركس .