من تحت ثنايا ابطها على طرف ثوبها تظهر انوثتها البضة تسترق النظر الى الشمس قليلا لتداعب نسمات الهواء العليل , ترفع يدها قليلا وتهرب منها ذرات من عطر ذرته على جسدها , مع نسمة صغيرة هربت رائحتها وتابعها بعشق انفها قبل ان يصل الى جليسها , اثارتها الرائحة, ايقظت جسدها الممزوج بالعرق والعطر من النوم , تلك الرائحة التي طالما تمرغ الرجل فيه بلحظات حب
صيفية .
ارتشقها بنظرة تائه , ذلك القروي الجالس بجانبها ينظر في الفراغ , نظرت الى نفسها وطافت روحها خارج جسدها تتامله , كانت تجلس متربعة على الاريكة في فسحة الدار بثوبها البيتي الذي انتقته خصيصا
اليوم لحبيبها القروي الذي حرم من رؤية الورد ومازال يبحث في جسدها عن ذلك البستان ويغازلها كلما لبست له ذلك الثوب
لبست ذلك الثوب رغم معرفتها انه لن يراه .
. جلست في فسحة الدارالصغيرة والشمس تغار من لونها وفي الدار شجرة النارنج وبأوراقها الخضراء اليتيمة التي لم تزهر هذه السنة ,
مازالت تطوف بنظرها على جسدها تراقب جلستها , اتكائتها المائلة قليلا على الوسادة المحشوة بالقطن المضغوط وقماشها المهترئ الذي فقد اغلب الوانه من كثرة تعرضه للشمس , اشاحت بوجهها عن تلك الوسادة , لاتريد ان تبتعد عن جسدها ولا تريد ان تفكر بشيء . باتت تعرف نفسها كثيرا عندما تذهب بعيدا في الصور بمخيلتهاوكيف تغيب عن الوجود
نظرت الى ثوبها وكيف يحاول جاهدا لملمة اردافها, تعود وتجلس بوضعية اخرى عل الصورة تكون افضل في عيونها وتتذكر عندما كان يراها من هذه الزاوية وتمتلئ نظراته حبا , ولكنه مازال خاويا , تائها , لايبادلها الوجود .
ارتفعت قليلا بنظرتها ووصلت الى تلك الوردات التي تزين ثوبها وترتاح عند صدرها العارم , ضاعت هناك , ضاعت ,
ووصلت الى اكتافها المكشوفة وزنودها الممتلئة , احبت جسدها , احبت رقبتها , نظرت الى وجهها , قبلت وجنتيها , ونظرت اليه محتضنته بكفيها , وبكت لوحدتها , ونزلت بيديها المبللتين تغسل جسدها , تمر بيدها على كل الحقل المزهر ومازالت دموعها تسكب طهر روحها , ,
تحركت من مكانها , وقفت في باحة الدار ثم اتجهت الى شحرة النارنج ووقفت بقربها , وهبت نسمة حنونة , حيث وقفت , فادار القروي راسه وقال , يبدوا ان النارنج قد ازهر , .