söndag 7 oktober 2018

تعود بي الذكريات الى زمن بعيد في بيتنا في احدى حارات ركن الدين في دمشق ، هذا الجبل الذي مازال في مخيلتي ;وخاصة ليلا عندما كنت اراه براقا وكانه ياقة ثوب اسود مطرز .
يوم غادرت دمشق الى مستقبل مجهول ، كان التوقيت الرابعة صباحا وامي تتلو الفاتحة بصمت وتنفخ علي دون ان تثير انتباهي ، وانا احاول ان اظهر لها اني لا انتبه وادعها تكمل طقوسها المعتادةعندما يعترضنا طريق طويلا ، كان ابي نائما،لم يشاركنا في الترتيب لمغادرتي فقد دهب للنوم دون توديعي ، كنت البس بكل هدوء حتى لا أوقظه ، وأوقظ اطفال اخوتي النيام الذين اتو لتوديعي البارحة ، كنت اتمنى في داخلي ان يستيقظ ويودعني عند الباب ويتمنى لي التوفيق كان شيئاا ما ينقصني لم يكتمل . لم تكن علاقتنا طبيعية ، كان ابي لا يظهر مشاعره و بحكم العادات الصارمة كان إظهار المحبة تجاه الأبناء شيئا غير محبذ ، فانا او اي احد من اخوتي لم نسمع عبارات الثناء او الحب او حصلنا على عناق او قبلة على الخد كان الحب غريبا ونادرا ، لا اظن انه كان يكرهنا ولكن كان مفروضا ان لا يظهر ذلك ، فهذا ليس من التربية الشركسية الصحيحة ، كانت الرهبة هي سيدة المواقف دائما والبعض يسميها الاحترام ، ، اليوم أراها ظلما فظيع ، كلما افكر بالأمر الان اشعر بأسى وحزن بالغ ، ان علاقة الابوة لم تكن كما كنت أتمناها او المفروض ان تكون لكلينا ، يحزنني جدا حجم الخوف الذي سرق الحب في بيتنا، ابي لم يكن صارما بل صامتا مخيفا لم يحتاج ان يقول لنا شيئا كانت النظرة والصمت يكفي اي جدال, خارج البيت كان لطيفا مزوحا وخدوما ومخلصا لعمله ، ولكن في الحقيقة ابي كان رقيقا ، يشعر بحب لنا بالتأكيد يكويه في داخله ،ودموعه سخية عندما تصل لقلبه ، هنالك بعض المحطات النادرة في حياتنا كانت جميلة لا انكرذلك ولكن كانت معدودة على يد اصابعي الواحدة .
تلك الليلة وانا افتح الباب لاغادر ، وبينما توضع حقيبتي بالسيارة والمشاعر في داخلي مختلطة جدا ودموع امي , لا اعرف من أودع ومن يقف عند الباب ملوحا وانا ابحث عن وجه ابي وأقول لماذا لا تأتي وتودعني ، وتدعني ارى انك مهتم بي او تظهر ولو لآخر مرة عواطف تجاهي ، وهممت بالنزول على اخر ثلاث درجات امام البيت واذ يظهر ابي وبعيون صغيرة ووجه قد استيقظ للتو يلبس البيجاما وبدون ان يلبس القسم العلوي منها فظهر بفانيلته وصدره المشعر الابيض يحتضن نفسه بيديه وعيونه مبللة وفتحت باب السيارة وركبت فيها وانا انظر للخلف أعزي نفسي اني رايته على الأقل امام الباب يودعني ،صامتا
وكانت تلك اخر مرة اراه فيها
وصلني فيما بعد انه كان يهدس باسمي عندما داهمه الخرف ،

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar