torsdag 23 december 2010

احجار الانوثة


اشتريت اليوم قلادة بسيطة جميلة جدا والمهم انها لم تكن صفراء فانا لا احب الاشياء الصفراء ابدا بل كانت قلادة سوداء في احجارها فيها من الاناقة والبساطة مايجعلها تحفة يمكن ان ازين بها عنقي , اشتريتها ليس للتجمل بها فقط وانما لكي تعطيني نوع من الاحساس باني انثى وهذا الاحساس الذي بطريقه لان يختفي من عالمي . و لاعجابي دائما بكل هذه الاعمال الجميلة التي تتزين بها المراة . تلك الاعمال التي حدقت فيها عيون وعملت بها ايد تهوى الحرفة , اعمال ابداعية صغيرة تحتاج ان يراها الجميع وتشكر ايادي صانعيها للاحاسيس الجميلة التي تزين لحظات من حياتنا ,

توجد الاف من الاشياء الجميلة حولي ,اينما ادير وجهي اجد شيئا يدغدغ قلبي ولكن اكتفي بان احصل على الاحساس فقط , هكذا تدور عيوني وتتفحص واشبع نظراتي بما هو جميل ولكن شيء ما يمنعني من ان انجرف ورائها وبنفس الوقت تجري حوارات داخلية تدور وتدور في راسي ولكن اليوم المحاكاة الذاتية اخذت منحى اخر لابتياعي هذا العقد . واحاول ان اخلق شرعية لعملي هذا ,

نعم اشتريت عقد جميلا وعندما راه زوجي وراى فرحي به فقال( مهما تكبر المراة يسكن في داخلها فتاة صغيرة ), تلك الكلمات جالت في راسي تبحث عن ذكرى من طفولتي والبحث استغرق كثيرا ولكني لم اجد اي حلقة من عقد او سوار او حتى ملقط للشعر , كل ما اذكره هو ذلك المطاط الابيض الثخين الذي كانت امي تربط به شعري بشدة لدرجة ان عيوني تاخذ شكلا اقرب الى عيون فتيات من اقصى الصين . ولكن تلمح في ذاكرتي فقط تلك المسابح التي احضرها ابي من الحج , تلك المسابح الجميلة ذات الاحجار الملونة والتي كان من الممكن ان تكون قلائد جميلة للفتيات .

اني افتقد الاحساس بالانوثة , خلال حياتي تكونت لدي قناعة بان القلائد والاساور لن تجعلني اكثر جمالا وانما شيء يمكن ان يقيد حركتي بشكل ما , شيء يقيد فكري الذي يهتم بامور اعمق وادق من تفاصيل هذه الاشياء الصغيرة امور ليست سطحية بل من عمق الحياة

عندما افكر بهده الطريقة تصيبني كابة . كابة اني الغي شيء ما في داخلي وانا صنعت بيدي هذا القرار بالالغاء , تصيبني كابة وحزن اني لا استرسل في ملىء احساس افتقده بشدة احيانا , شعور ان اجد نفسي في غرفة مليئة بالالوان والاقمشة الملونة الجميلة واصباغ وحلي وقلائد وملابس واحذية ومراة كبيرة ارى نفسي فيها عندما اجرب كل هذه الاشياء لوحدي , وصلت افكاري الى التطرف الشديد في هذه الغرف التي اصنعها بمخيلتي واخرج منها واغلق مفتاحها بيدي , ثم اعيش تانيب ضمير لتواجدي في هذه الغرفة المحرمة .

انا نشات مع افكار ان الفتاة لا تزينها الا اخلاقها , وعقلها وانوثتها , انوثتها في الخضوع والحياء نشات في منزل لم يكن التزين عادة محببة لم تكن والدتي تتزين ولم تعرف التزين حتى اتعلم منها , ولم تكن حالتنا الاقتصادية تسمح بالتفكير بشيء غير الطعام , ولكن رغم ذلك لم اكن يوما ما احلم ان امتلك قلائد وحلي ولم تعجبني تلك الافكار وحاربتها طوال حياتي لاعتقادي انها تجعل المراة سطحية التفكير ,وتشغلها عن عمق الحياة

ولكن افكاري تغيرت نوعا ما , اصبحت اكثر مرونة في قبولي الاشياء الانثوية لقناعتي الان بعدم ترابطها مع قوة الشخصية وعمق المعاني في الحياة . احاول ان اتخلص من احاسيس تانيب الضمير لاني ادخل لتلك الغرف الخيالية واكتفي بدخول الغرف بدلا من اهدار مالي ولكن في بعض الاحيان احاول ان اشتري شيئا ما كنوع من المكافاة واليوم كافأت نفسي واشتريت قلادة وانظر اليها باعجاب وانعم بلحظات انوثة غائبة .

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar