söndag 12 december 2010

مقارنة








1864

العام الذي هجر به اهلنا الشركس من قفقاسيا هاجرايضا قسم كبير من اهل السويد الى امريكا نتيجة الفقر والمجاعة وبنفس الفترة عانى هؤلاء السويديون من مشاكل الهجرة ومات الكثيرين منهم في الطريق , تعرضوا الى عنف وضغوط كبيرة عملوا وبنوا مكانا لهم على ارض امريكا . كما عانوا من مشاكل لغوية  لكن ومع مرور الزمن تعلموا ان يعيشوا في عالمهم الجديد وبنوا حياتهم وحاولوا الحفاظ على لغتهم قدر استطاعتهم  ولكنهم فشلوا فاللغة الانكليزية صارت بديلا .
وبعد فترة  الامور تحسنت في السويد واذدهرت البلاد ,واذا سالنا كم عدد المهاجرين السويديين الموجودون في امريكا  قد عادوا الى بلدهم ؟ ’ (لا احد) الجميع بقي هنالك ورغم تطور البلدين الا ان السويديون بقوا في بلدهم الجديد وهذا ما قرات في الادب السويدي عن تلك الفترة ومشاكل الانتماء. واذا سالنا ماذا بقي منهم كسويديين ؟ الاسم فقط . فهم فشلوا ان يحافظوا على لغتهم ولكن مازالت توجد بعض من العادات باقية لديهم في بلدهم الجديد وما زالوا يحتفلون بها الى الان , انهم يعرفون جذورهم وفخورون بها ويحبون بلد اجدادهم وهنالك الكثيرون من يزور بلده الاصلي ولديه ارتباطات كثيرة هنا ولكن لا يستطيع العودة نهائيا ولكن السويديون الباقون في السويد بفتخرون بابنائهم رغم فقدانهم للغة ولكن بعتبروا انهم ابناء هذا البلد وهاجروا بحثا عن الرزق. والسويديون في المهجر يفتخرون بجذورهم ورغم اعتبارهم مواطنون امريكيون ورغم نجاحهم الا انهم معرفون في امريكا وموجودون في ويلايات خاصة بهم متل مينسوتا . ورغم تشابه حالتنا مع حالة المهاجرين اهل هذا البلد فاهلنا اضطروا للهجرة لاسباب متعلقة بخسارة الحرب مع الدولة القيصرية و اجبارهم على الرحيل ,ورغم المعاناة الكبيرة لاهلنا في تلك البلدان الجديدة الا اننا نختلف عن السويديون في اشياء ,وهي ان بعض من شعبنا الذي بقي في بلده ولم يهاجر لا يفخر بابناءه الموجودون في الخارج بل يعتبر انهم احفاد الخونة , وقسم اخر يدعي ان اللغة هي العامل الاساسي لاعتبارك شركسي فان كنت لا تتقنها فانت لست شركسيا كاملا وانه عليك ان تعود الى وطنك الاصلي حتى يمكن اعتبارك انك شركسي , وانك لايمكن ان تحافظ على نفسك اذا اهملت لغتك

نحن والسويديون مشتركين بقصة واحدة وهي هجرتنا واندماجنا في العوالم الجديدة ولكن السويديون لا يضعون شروطا على اللغة لاعتبارهم ينتمون الى الشعب السويدي , ولا يوصوموهم بانهم احفاد الخونة لانهم سعوا لانقاذ ارواحهم واولادهم من الجوع والفقر

ولكن حالتنا تختلف عن السويديون وهي اننا اجبرنا على الهجرة اي مرغمين وان ظروف الشراكسة ليست جيدة في تلك البلدان الجديدة كما هي الحال في البلد الاصلي . والانسان يبحث عن لقمة العيش قبل ان يبحث عن الهوية وحتى لو كانت الحالة الاقتصادية جيدة ولكن العودة لديها اشكالات كثيرة والاندماج الذي حصل مع تلك الشعوب ليس بالسهل ان يقطعها الانسان ليعود غريبا الى ارض اجداده ولو كانت الفكرة جيدة ولكن ليست واقعية وموضوعية في الوقت الحالي . وان نجح بعض العائدين فليس ذلك مثالا يتم تطبيقه على الجميع .


ولكن بحكم اننا اجبرنا على الهجرة ادى الامر الى ان يعيش اجدادنا مع الاشتياق والمرارة , واورثونا اياه نحن الاولاد ولكن ليس لدى الجميع الامكانية بالعودة د الى ارض اجدادنا ولكن هذا لا يحرمهم من ان يدعوا انهم شراكسة وان كانت لغتهم تضيع وليس بالامكان انقاذها لا يعني انهم ليسوا شراكسة اصليين فعدم اتقاننا للغة لا يحرمنا من الاحساس بالانتماء وليس من المعقول ان نحمل في قلوبنا شيء من تاريخ لا نستطيع ان نغير به شيءوانما ان نتقبله الان , فان نجح البعض في العودة فهم عادوا الى ارض اجدادهم ولكن اللغة ليست هي من تحميهم من ان ينتموا الى البلد الكبير الموجودون فيه , روسيا .


عنما اقارن بين مشكلتنا المهاجرون الشركس الى بقاع الارض والمهاجرون السويديون الى امريكا ارى اننا نختلف في قضيتناكثيرا وهي في اعتبار انتماءاتنا الى شعبنا, لدينا اعتمادات تعجيزية للانتماء مثل شروط اللغة والتي تعتبر قضية ماساوية. يستطيع الكثيرون ان بعتبروها انها هي الاساس لمقومات شعب واحد وهذه الشروط تعجيزيةفي حالتنا لمن يريد ان ينتمي الى هذا الشعب. وانا ارى ان عدم توافرها لدى المهاجرون او لقلتها بين ابناء المهاجرون يجعلهم يحملون الوزر في عدم تمكنهم من الحفاظ على اللغة وانه علينا ان نعيش مع التذكير الدائم باننا لسنا شراكسة اصليين حسب اعتبارات البعض . وهذا ظلم بحد عينه على الملايين من المهاجرين ان يعيشوا ويفخروا بانتماءهم لجذور صار الاحساس فيها يحمل نوع من الالم.

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar