lördag 6 november 2010

رحلة مع الخوف


انا لست جبانة لكن الحياة عودتني على الخوف والخوف من كل شيء ,رغم قناعتي بان الاشياء السيئة جزء من الحياة وانها تحدث للجميع وتحدث لي واني لن استطيع ان اغير بها شيء ,نعم الخوف يعشش قلبي ولا اجد الامان في داخله اوالاستقرار ,ربما التصاقي الشديد بالحياة وبكل المعاني حولي يجعلني سجينة مشاعري التي لااجد مخرجا لها ولا اجد احد يعطيني هذه الطمانينة

حياتي وخوفي الدائم يسيران في طريقان متوازيان وتلك المعادلة الرياضية ليست صحيحة لانهما يلتقيان احيانا ذلك عندما تصدق حوادسي اوتاخذ مني فرحة اللحظات

طفولتي تخللها رعب دائم جعلني مستعدة ان اركض حافية القدمين احمل اخي الصغير المعاق لظروف عانيت منها فترة حتى انتهت بانتهاء حياة من كان يسببها, امي وخوفها الدائم علينا وعدم استمتاعي يوما ما بالسهر خارج البيت لمعرفتي انها تقف امام الباب تنتظر عودتي ,خوفها كان كبيرا بعد حرب ونزوح وفقدان كل شيء ,حتى الاوقات الممتعة التي قضيتها مع العائلة ورؤية كل اخوتي مجتمعين مع ازواجهم واولادهم كان الخوف يطرق بابي وترى امي ذلك واضحا عندما اقضي الليل ارقة اطوف في ارجاء المنزل وانظر اليهم جميعا كمن يحاول تذكر كل وجوههم وكاني اراهم لاخر مرة ,امي كانت تحس بي لانها كانت تعرف معنى الخوف وتشفق علي وتطلب مني ان انام وانا افصح عن خوفي من فقدانهم جميعا, ذلك كان يزيدها خوفا اكثر ,



هكذا قضيت فترة شبابي وانا اعاني من الخوف ورغم ذلك لم اكن جبانة في يوم من الايام ,غامرت كثيرا بحياتي رغم الساكن في داخلي كخيال مرتعد

شاءت الاقدار ان اترك كل مالدي واغادر البلد في حياة المغامرة , تخلت عني تلك الافكار لفترة او حسبت ذلك ولكني كنت مخطئة , بدات تزحف الى كل داخلي واصابتني بذهول عندما فقدت اول قريب لي ,فقلت لنفسي اين تهربين من شريكك الدائم الذي طالما سار بقربك ؟ وبشكل طبيعي غادر الحياة اكثر الناس قربا لي ولم ارهم ,هذا هو القدر , احيانا افكر انها رحمة الاهية لي اني لم اكن قريبة من الاحداث الحزينة كهذه ولمعرفتي قدرة تحملي في تلك الظروف وبنفس الوقت اظن ان الالهة تعاقبني ولكن لماذا ؟ هل لاني اخترت طريقي وتركت الجميع وتعاهد الموت ان يلقنني درسا على ما اقترفت بحق اهلي وتركي لهم ؟ اسئلة محيرة ونفسي لاتجد الراحة . احيانا تبقى ذكرى من فقدت حية فانا لم اطوي صفحتهم بعد لاني لم اكن حاضرة طقوس رحيلهم عن هذه الدنيا .فهم مازالوا غائبين مسافرين الى مكان ما وسيعودون قريبا


معرفتي لحالتي النفسية وتاريخي ومعاناتي وصلت الى قناعة باني يجب ان اعيش مع هذه الامور واتقبلها وان الموت جزء منها ,لكن هذه القناعة لم تفيدني في التقليل من خوفي ,والان بدا خوفا جديدا ينمو ويزداد , ابني الذي بدأ يكبر, ذاد خوفي وتغيرت الاشياء التي اخاف منها مع كل سنة كان يكبر فيها , خوفي اكثر للمجهول الذي يقبع في الخارج ,ولااحد يفهم علي ,رغم تمرده على خوفي ومعرفتي انه امر طبيعي انه يريد ان يخرج من دائرة حمايتي ويحاول بشتى الطرق ,وانا اقف واحاول ان اتذكر ان لااعيد قصة امي ووقوفها امام الباب . ولكني اذهب وانظر الى النافذة بين الحين والاخر,
لم يكن خوفي( كاغلب الامهات )ان ولدي سيختفي من حياتي فحسب وانما خوفي ان يتعرض الى شيء يجعله حزينا الدهر كله ,خوفي ان يتعرض الى مرض خطير ,خوفي من اصحاب سيئين ,خوفي من مستقبل تعيس له اي ذادت مخاوفي مخاوف اخرى ولا اجد احدا يستوعب هذا ويساعدني في ان اطمئن انه لا خطر عليه ,لااحد يمكن ان يفهم كيف احس ولا احد يود معرفة ذلك لاني ساخنق الجميع بمخاوفي فيجب ان اعيش معها لوحدي ولا احد يشاركني فيها,فتراني ادخل الى قوقعتي بين الحين والاخر,احاول مداواة نفسي الوحيدة, واتمنى ان كل خوفي يتحول الى شيء يمكن سحقه بين يدي واجعله كالرمل الناعم وينساب من بين اصابعي .اريد سحقه قبل ان يسحق قلبي وينهي حياتي .

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar