söndag 28 november 2010

زوبعة ثلجية


احدى ايام الشتاء الباردة والثلج كثيف على الطرقات وفي الهواء . درجات الحرارة كانت دون الصفر, لم يكن البرد قارس ولكن في نوعية تلك الثلوج , كانت ذرات جافة تطير بخفة كانها زرات رمال في الصحراء حتى تجمعات الثلج في بعض الاماكن كان يبدو كرمال الصحراء التي تتشكل بمجرد وجود حجر او عشبة صغيرة في طريقها فتبني تلة صغيرة . السيارت شكلت طريق خاص بها رغم عرض الشارع ولكن الجميع اتخذ فيلق واحد الثلج فيه قليل نسبيا ,واذا حاول احدهم التجاوز شكل وراءه سحب من الضباب الكثيف كمن عبر الصحراء في سباق للسيارات المجنونة .

في عتمة الليل تبدو الدنيا صغيرة يتحدد الافق حسب كمية الضوء الموجودة فما نراه يكون بفضل اضواء الشارع والسيارات , تحديقي في النافذة مشدودة الاطراف اجعلني احس اني اخترق عالما بسرعة الضوء رغم حدودية السرعة ولكن اصدام ذرات الثلج بزجاج النافذة جعلني اشعر وكاني اطير مع سوبرمان ذلك المخلوق الخيالي وفي عالم من النجوم الضوئية التي اخترقها بسرعة فائقة فبدت حبات الثلج خيوطا ضوئية في الفضاء ولكن بين الحين والاخر اشعر بقلبي وهو يحاول جاهد ان لايخرج من بين ضلوعي كلما تجاوزنا احدى سيارات الشحن الكبيرة وامسك بمقبض الباب بحركة اتوماتيكية وكان تعلقي بالباب سيحميني او يسنقذني في حال اصطدامي واتمنى لو ان سوبرمان يطير بمرتفعات اعلى متجاوزا تلك السيارات الشاحنة


للحظة فقدت الاتصال بالعالم حولي ولا اعرف اين اخذتني ذاكرتي لمكان ما ,فقط بضع ثواني وبنفس اللحظة فقدت عجلات السيارة سيطرتها وبدات تسير جانبا محاولة تصحيح المسار واعادة التوازن , للحظات فقدت السيطرة على مشاعري واحسست بكل خلية في جسدي كيف تحولت بفعل كمية الادرنالين الذي وصل الى قمته في جسدي كاد يخرج من مسامات جلدي ولكن منعته ملابسي الثقيلة , بحركة تلقائية صنعت في مخيلتي فورا الاحداث التالية . سنصدم باحدى السيارات او ربما نصبح جسدا واحدا معها ولا يستطيع احدا ان يفصلنا , لتشابكنا الملتحم مع تلك الاجزاء وارى نفسي اني لن انجو الان وهذه اخر اوقاتي , اخر لحظات حياتي ولكن فجاة خطر ببالي شيء لطالما فكرت به فانا لم ارى ذلك الشريط الذي يدعي البعض ان المرء يراه قبل ان يقضي نحبه فقلت لنفسي لم تحن الساعة بعد وبنفس الوقت انكرت وجود مثل تلك الصور في راسي ولكن نفضت راسي بشدة لا اريد ان افكر بهذا الاتجاه يجب ان اسيطر على جسدي الان قبل كل شيء رغم ثقتي بمن بقود السيارة القيت اللوم على نفسي لاني تركت للحظة واحدة تركيزي في قيادة السيارة من مكاني بجانب زوجي الذي يجلس خلف المقود . انا اقود السيارة عنه بعيوني , ,في كل الاوقات تركيزي على قيادة السيارة ومراقبة الاخرين في الطريق تستلزم مجهود نفسي كبير مني لم يطلبه احد مني ولكن افعله دون تفكير . , البارحة تلك اللحظات من السهو زعزت كياني كثيرا ولكن تم السيطرة عليها وبسهولة ولكن ان التقي بمشاعري هذه جعلني اجلس لدقائق عدة اعاني من شلل في اطرافي ,


استجمعت ما تبقى من قواي واتابع النظر الى زوجي واخاف ان يغفو وراء المقود رغم تاكيده انه ليس تعبا ورغم ثقتي انه يقود السيارة جيدا فانا لا استطيع ان اترك عيوني ترتاح او عضلات رقبتي واكتافي ان تسترخي حتى اترجل من السيارة
وصلت الى البيت وترجلت من السيارة وشعرت ان كل خوفي وتوتري تحول الى بخار امتزج مع البخار الذي تصاعدت من تنهدي العميق . ملكت الارض تحت اقدامي ومشيت بثقل كبير لاسترخاء كل عضلة في جسدي تلفحني البرودة وذرات الثلج الطائرة باتت في فوضى فلم تعرف استقرار, استشاطت غضبا في زوبعة صغيرة حولي كمن يحاول لاخر المحاولات في اخافتي وانا امشي دون اكتراث لها واحسست اني انتصرت جزئيا عليها.





Inga kommentarer:

Skicka en kommentar