torsdag 11 november 2010

الاجنحة الرقيقة


انا احتاج الى الهدوء رغم السكون حولي , تدور في داخلي ثورات لاتعرف مصيرها . الاحداث كثيرة واللانطباعات اكثر . ويمر يومي وابحث في حيطان اصدقائي شيء يجعلني استرجع تلك اللحظات في المشاركة واللانسجام مع الاخرين , يبدو ان اصدقائي لعبوا دورا كبير في ترتيب وتصفية افكاري وانطباعاتي خلال اليوم .شاركتهم وشاركوني في كثير من الافكار والاقتراحات والحوارات وحتى الدعابة وسماع الموسيقا ,لكن هذا الاسبوع احسست ان مايجول في راسي اكبر من ان انساه او اتناساه . فوجودي على هذه الصفحات اعطى حياتي ميزة اخرى غير مألوفة لدي . كنت في السابق امر عبر يومي كله واحاول ترتيب الاحداث واهميتها ومراجعة تلك الاحاسيس التي تولدت خلال اليوم واحاول تصفيتها من فكري وتصحيح ما حدث فيها من اشياء كانت مساحة الوقت غير كافية لانهاءها . كنت امر عبر تلك المشاعر التي تولدت لدي خلال النهار حتى اصنفها حسب اولويتها ودرجة تاثيرها في قلبي ,. تلك الطقوس كنت اقوم بها مع نفسي واحاول البحث عن الاشياء الصغيرة التي افرحتني وذادت من النور في حياتي وكانت تلك الاحداث والمشاعر المرافقة لها اتركها لنهاية الطقوس اليومية حتى انام وفي قلبي فسحة من الامل والصفاء

هذه الايام تحدث اشياء كثيرة ,راسي يعجز عن ترتيبها لاني في بداية احداث لامجال لتصفيتها وتعقبهاعلى صعيد العمل , جعلت القلق يدخل في قلبي واحداث كان التعامل معها بنوع من العقلانية شيء يزيد من الضغط النفسي لدي , المشاعر التي ولدت كانت مختلطة بين غضب عارم وقلق او توتر ولكن على الاغلب توتر وضبابية . واحس اني لست منسجمة مع نفسي هذه الايام , انا بحاجة هدوء الان اكثر من قبل لااحصل على توازن في تلقي المشاعر بطريقة صحيحة . هذه الايام الاشياء المفرحة قلت او ربما لا اراها لان اغلب الامور غير مفرحة او لان حجم المشاعر الصاخبة طردت كل فسحى صغيرة من الفرح

وفي طريقي احمل معي همومي العملية وانظر الى الطبيعة حولي ولا اجد ما يثير اهتمامي , حتى تلك التعرجات وتلك الحصوات الصغيرة التي تملى الطريق تبدو مزعجة تعكر سيري وتجعله عسيرا , الى ان باغتتني وايقظتني فراشة صغيرة عبرت بمحازة انفي , توقفت قليلا رغم الكأبة من حولي ورغم تعبي وثقل حقيبتي وهمومي عبرت تلك الفراشة الصغيرة وكادت تلامس وجهي تساءلت من اين اتت تلك الفراشة الصغيرة وكيف تحملت تلك البرودة والثلج هل راتني فلجات الى قليل من الدفء , بقيت واقفة في مكاني اتابع حركة اجتحتها لاتاكد من صدق ما شاهدت , نعم كانت فراشة صغيرة بيضاء تميل للصفرة , اللون بدا شاحبا ,حركتها الخفيفة والهدوء حولها بدت كمن يحاول ان يتسلل الى بيته في نهاية النهار متاخرا عن موعده , بقيت اتابعها حتى غابت عن ناظري جعلتني في حيرة من امري والاسئلة في راسي اخذت منحى اخر واخذني الى عالم الفراشات وبدات ابحث في مكتبتي الداخلية عما اعرفه عن الفراشات وطفت في عالم مخيلتي ولاحظت استرخاء في عضلات وجهي وانزلت حقيبتي من على كتفي وانتفضت لبرودة لفحتني فجمعت ما بقي من شتات فكري واكملت طريقي . تغيرت الالوان من حولي فجاة ورغم الغروب واللفحات الباردة كان الغابة حانية اشجارها حول الصخور الباردة التي غطاها بقايا ثلج ممزوج باوراق شجر بنية اللون , تلك الاحجار الصغيرة التي فرشت الارض سهلت طريقي وحمتني من ان انزلق على ارض جعل الثلج منها مراة للتزحلق , فطمانتني ودعتني للعبور بامان

عاد الى السكون والهدوء وتركت همومي ومشاكلي في ذلك المكان الذي التقيت به بهذا المخلوق العجيب اكملت طريقي خالية الذهن خفيفة لا يثقل كاهلي شيء. . اشكر القدر لملاقاتي بتلك الصغيرة ذو الاجنحة الرقيقة المصفرة التي ايقظتني وانقذت يومي واعادت الى السكينة والهدوء




Inga kommentarer:

Skicka en kommentar