onsdag 24 november 2010

برودة قلب


يغالبني شعور بالحنق منذ البارحة حاولت بكل الطرق ان لاافكر فيه كنوع من الهروب او طريقة لاسكات ضميري الذي لايسامحني على تخاذلي . هل ستعاود كوابيس تلك القطط التي تنهش بفمي ان تزورني وتطرد النوم من عيني؟

منذ يومين ذكرت احدى زميلاتي في العمل انها ستنهي حياة قططها اذا لم ينقذهم احد ما فهي لا تريدهم فقد ملت من الاعتناء بهم . هذا الاسبوع ستنهي حياتهم . نعم لقد قالتها بكل برودة وقلب قاسي , في تلك الحظة المجردة من الانسانية تفوهت بالشر , مجرمة حقيقية قلتها بصمت هذا الحدث ايقظ في ذاكرتي اشياء وددت لو دفنت ومحيت من صفحاتي


كنت اعاني في شبابي من كوابيس كانت كلها تدور حول قطط تصرخ في وجهي وتغرز انيابها في فمي , تلك الكوابيس لم تفارقني في شبابي وقضيت سنين احاول ان ابتعد عن القطط لاني كنت احس انها تراقبني وتحاول ان تنقض علي وتنهشني لدرجة اني كنت اتخيل ان كل القطط في العالم اجتمعوا على ان يعذبوني وينتقموا مني . لم اعي حقيقة ان ضميري هو الذي صنع تلك الكوابيس لي ,ضميري الذي تخيل اشياء كثيرة وحتى من كان حولي كان يرى بوضوح كيف تنفح القطط بوجهي فقط دون الاخرين , وكانهم يرون عدوهم الاكبر الذي قضى على حياة احد اخوتهم . ....لقد اجبرت على ان اتخلص من قطتي بعد ان ربيتها وقضيت وقتا لاينسى معها ,اجبرت على ذلك لاعتقاد اهلي ان قطتي اصابها مرض جلدي في رقبتها بعد ان تعاركت مع قطط جيراننا . فاجبرني ابي ان اتركها في احدى المناطق النائية واتركها هناك لتاخذها الطبيعة . اذكر كيف كانت متشبثة بصدري ذلك اليوم كتشبثها بي عندما وجدتها .


عندما كنت طفلة كانت هوايتي ان اجلس في الحمام بمنزلنا , عادة غريبة جدا و السبب ان في ذلك الحمام توجد نافذة تطل على بيت جيران لنا يملكون حديقة كبيرة ولديهم قطط كثيرة فكنت اخبىء الطعام وعبر تلك النافذة انادي القطط وتقفز الي واقدم لهم الطعام مقابل ان العب معها قليلا واداعبهم وهي تخرخر بصوت عال, كانت لدي قططي المفضلة قطط ذكية تعرف من يدخل الحمام فهي لم تاتي لاحد ما من بافي افراد الاسرةهكذا كنت اغيب عن العالم الى ان اكتشف امري . ومنعت من هذا . ولم يمضي فترة الا ووجدت قطة صغيرة في تلك الحديقة وقد تاهت عن امهاحملتها وبمخالبها الحادة الصغيرة تشبثت بصدري خائفة فاحضرتها الى منزلنا وبتوسلاتي الكثيرة ووعدي ان اهتم بها وافق والدي على احتفاظي بها . كانت قطة بيضاء كالثلج ولديها اذنين سواداوين

كنت اهتم بها كثيرا وكانت صغيرة جدا تستفقد امها ,كانت تستعمل سجادة الصلاة المصنوعة من صوف الخروف والتي يستعملها ابي عادة فتلعق السجادة باحثة عن صدر امها لترضع ,تلك الصغيرة كبرت في بيتنا ولعبت معنا وعندما اكتشفهتها القطط الاخرى من قطط بيت الجيران حدث شجار عنيف بينهم والقطط الكبيرة احكمت قبضتها على عنق صغيرتي فظن ابي انها مصابة بمرض ما ويريد التخلص منها .


اخذني ابي بسيارته الى منطقة بعيدة بحيث لن تستطيع القطة العودة الى البيت .انزلت قطتي في تلك المنطقة النائية وانا ابكي بشدة كان يوما بائسا جدا في حياتي . ان اجبر على التخلص منها بيدي . ,لو فعل ذلك شخصا اخر او لو ادعى اهلي ان قطتي ضاعت لربما كان افضل بالف مرة من ان اعيش معاناة سنوات .. سنوات من الحزن مرت وسنوات اخرى نسيت فيها واخرى كوابيس متواصلة الى ان التقيت ب ميشا

ولكن لقائي الجديد ب ميشا قطي الاحمر في بلد اخر , جعل احلامي تختفي نهائيا . هذا القط خوفه اكبر من خوفي , احتاج الى اسبوع ان يتقدم الي , كان يجلس بعيدا يراقبني ,كان فضوليلا, كان خوفه نابع من طبيعة الوحدة التي عاشها قبل مجيئي الى هذا البلد صداقتنا تمكنت مع مرور الايام في غربتي كان هو رفيقي الذي كان لدي , عوضت فقدان سنوات من عمري حبا لهذا الحيوان لدي . علاقتي بميشا كانت غريبة جدا كنت اكتب عنه كثيرا في رسائلي حتى ضجر اخي من رسائلي التي لا تحوي اخبار الا عن القطط ورفض ان يقرءها , ميشا كان السبب في شفائي من تلك الكوابيس المزعجة محبتي له واهتمامي به جعلني اسامح نفسي بما فعلت واواسي ضميري الذي تعذب لقرار لم اكن املك فيه القدرة على مجابهته .

ميشا علاقتي به دامت سنتين ونصف وبعدها غادر الدنيا بعد ان علم اني سارزق بطفل احس ان الوقت قد حان لان يبتعد عن طريقي لانه كان يعرف بقرارة نفسه كيف ستكون الحال عندما ياتي طفلي فهو لا يريد ان يشارك احد بي .
رحل ميشا ورحل تشارلي ورحل كاسبر .قطط كثيرة ,اولاد كثر كان لدي. لااقوى على الحزن اكثر وصارت لدي قناعة انه لايمكن ان يحيا قط في منزلي لقد شاء القدر هذا . لا اريد ان يحزن ابني اكثر ولا زوجي ليست لدينا حاليا القدرة على ان ينضم الى عائلتنا الصغيرة فردا اخر ويتركنا .

والان تعود تلك العهود والذكريات والالام الى السطح مرة اخرى وانا احاول دفنها وتسوية الارض بعدها ولكن مالبثت ان نبشت زميلتي التي لاتملك قلبا قبر احاول تغطيته جاهدة . .





.

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar