onsdag 17 november 2010

الحذاء الاحمر



الطقس بارد ودرجات الحرارة تصل الى الصفر ليس بالشي الغير عادي في مثل هذه الايام من السنة ولكن طريق الغابة كان موحشا الاشجار شاحبة مغطاة بالصقيع بيضاء كشعر عجوز شمطاء , او ربما اصابها هلع شديد ففقدت الوانها , خطواتي ثقيلة والبخار المتشكل من زفيري لم يرسم اي لوحات جميلة لتداعب خيالي . العتمة المتسللة من الغابة احلكت طريقي ولكني نجحت في ان اشعل قناديل انارت طريقي , وصلت الى منتصف الطريق شاهدت طفلة بثياب لامعة مضيئة خاصة بفصل العتمة حتى يميز المارون انفسهم .كانت برفقة والدها ثيابها ذكرتني بايام العيد وتلك البلوزة الزرقاء الامعة التي اشترتها لي امي من محل في حينا , رخيصة الثمن ولكن ما اذكره انه في ذلك العيد تاخرت امي في شراء الملابس لنا , ليس لانشغالها بالطبع ولكن لقلة الحال والخلافات بين والدي و التي كانت تكثر في هذا الشهر خصوصا.

العيد وما يحمله من معاني جوفاء الان , لكن في وقت من الاوقات كان ذروة الاحداث في طفولتي .عندما اتذكر الاعياد وما كان يصاحبها من مشاكل وتحضير للضيافة وشراء الملابس والتي كانت تختلف بحسب الحالة الاقتصادية كل سنة . مرت اعياد كانت شحيحة جدا كئبية ومرت اعياد مفرحة , من تلك الاشياء التي اذكرها من الاعياد ذلك الحذاء الاحمر ذو الكعب الصغير, . ذلك الكعب الصغير الذي ولد غيرة في قلب اختي الصغيرة وقلل من بهجة اول يوم عيد بكائها حسدا على ذلك الحذاء , لم يكن فارق العمر بيننا سوى حول واحد ولكن لامي اعطتني ذلك الامتياز باني اكبر قليلا. . ذلك الحذاء كان اول طريقي من عالم الطفولة الى عالم المراهقة .

لم اكن اهتم لفقرنا ولم اعاني منها فلم اتحسر. والدتي كانت تحاول قدر الامكان ان تحيك لنا الثياب فهي كانت بارعة في الخياطة كانت رحلة شراء القماش مغامرة فيها كثير من الاحباطات لدي لاني كنت استمتع بالالوان الكثيرة والرسومات وانواع القماش , كنت اهيم في عالم الف ليلة وليلة , كنا نحظى بالقماش الذي يناسب عدد ليراتها ,. لذلك كان من الممتع مرافقتها الى سوق لرؤية الالوان والزركشات و تلك الاروقة احب ما الي . كان خيالي يفيض بمجرد رؤية قطقة قماشي كانت لوحات فنية بالنسية لي كنت اخيط اثوابا واثوابا في خيالي كنت اتمنى ان يختفي كل الباعة ويتركوني افرد تلك اللفائف الكبيرة وارميها ارضا وامشي في عالم من الالوان ,. القماش الذي تشتريه والدتي لم يكن من النوع الجيد ولكن كنا نملك حرية اختيار الالوان كنوع من الرضا والقبول ,

كانت والدتي تحتفظ باوراق خاصة بالخياطة ,مخططات كاوراق هندسية مع ارقام وزوايا , كانت تفرد القماش ليلا وتضع المخطط المطلوب وتحدد معالم اللباس وتشبك الابر وتترك قص القماش للصباح فحسب معتقدات والدتي يجب ان لانستعمل المقص ليلا, , كم كنا ماكرين ,كنا ننتظر نومها فنفرد الفماش ونغير في المخطط خاصة عندما كنت ترفض ان تخيط البنطال اعرض قيلا حسب موضة الشرلستون التي كانت دارجة , ولكم كنا اذكياء فنغير المخطط وعندما تقصه صباحا وتحيكه تستغرب كيف تغير وصار وسيعا رغم انها استعملت نفس المخطط قبلا ,

وصلت الى المنزل ونظرت حولي كان طريقي مضائا اما بفعل المصابيح في الشارع التي حان موعد اضاءتها ام ان ذكرياتي الحميمة من اضاء عتمة هذا الوقت, دخلت الى منزلي واول ما رايت احذية سوداء كبيرة ,حركت راسي طاردة تلك الصورة تمنيت لو ارى حذائي الاحمر ذو الكعب الصغير . امنية من المستحيل من عالم كانت تلك الاشياء كهذه لها معاني خالدة .

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar