على مقترق طريق في يوم خريفي ,كانت السماء صافية والشمس ساطعة وبرودة غلفت الشمس بغشاء ابيض شاحب فلم تستطع تلك الكرة المشعة ان تدفئ قلبا ولا اضلاع. وقفت انظر الى الغابة الهادئة واشجارها الساكنة ,اشجار البلوط الصفراء والمائلة للون الارض ,في اخر مراحل عمرها قبل ان تلقي بنفسها الى الارض وتندثر . اشجار البتولا النحيلة باجذعها البيضاء تقف بالقرب من اشجار الصنوبر الساكنة والواثقة من نفسها,فلم يستطع البرد ان يحرك ابرة فيها ,تقف متحدية تنظر الى جاراتها تلك الحور ذات القوام الممشوق ترقص اوراقها الصفراء مع نسمات الخريف البارد الذي لم يحرك اي ورقة من اوراق الاشجارالاخرى في الغابة ,تلك الاوراق كانت ترقص كفتاة اسبانية تحمل في يدها مروحة وتهزها بعنف رافعة طرف ثوبها الى خصرها , لم تكن تلك الاسبانية ذو ثوب احمر بل بثوب اصفر ولم وترقص رقصة التحدي امام اشجار الصنوبر بل ترقص اخر الرقصات قبل ان تغادر مكانها وترحل . رقصة خائف, اخذ الخوف منها كل الالوان وترك الاصفر لها.
نظرت الشمس اليها حزينة وحاولت مستحيلة ان تعطيها جرعة من الحياة فاختلطت الالوان مع نسمات خفية وانعكست على تلك الوراق الرقيقة فذاد من وهجها وبدت تتلآلآ كثوب مطرز لامراة هندوسية , وقفت الاشجار من حولها تنظر الى تلك النحيلة بيضاء القامة وترتعض للمشهد ,في تلك الحظة فقدت الاشجار لونها وتوقف النسيم عن العبث بالاوراق الرقيقة كما تركتها الشمس ترتاح فسكنت وسكن كل شيء حولي ,غلبني حزن عميق , عاودت المسير وفي طريقي رايت بعض الاوراق الرقيقة الصفراء تحملها النسمات الباردة الى مثواها الاخير.
Inga kommentarer:
Skicka en kommentar