torsdag 28 oktober 2010
مقص الخياطة
مقص الخياطة وزكرياته
في جو من الاحتفال وغرفة مليئة بالسيدات المتقدمات في العمر وتكبرهم نانا( سكينت) جلست النساء حول قطعة قماش كبيرة مربعة الشكل مفرودة تغطي ارض الغرفة وعلى تلك القطعة وضع نوع من الحلويات الشركسية التي صنعتها امي والاقارب من النساء(كدكه حلوا) رقائق عجين وبيض محلاة . الكمية كانت كبيرة بحيث غطت ارض الغرفة كلها ومهمة النساء في الغرفة ان يكسرو تلك الحلويات بطريقة ما بايديهم ويجعلونها قطعا صغيرة جدا , ثم وضعت في قالب كبير ومدور ورصت القطع الصغيرة فوق بعضها بقوة شديدة ثم سكبت فوقها مادة لزجة اعطى القالب الشكل المطلوب وتركت لتبرد حتى يتم تقطيعها الى قطع مربعة الشكل لتوضع في سلة من الخيزران , مازات النسوة مجتمعة في انتظار نوع اخر من الحلويات سيتم اعداده وهذا النوع يظهر براعة النساء في تكوين اشكال متعددة من العجين على شاكلة طيور او نوع اخر من الحيوانات او اشكال لامعني لها ولكن جميلة . كم كانت السيدات سعيدات في تحضير هذا النوع من الحلو كنت اسمع صوت ضحكات بين الحين والاخر واحيانا اسمع دعوات بالتوفيق كثير من الخواخات التي لم افهمها كلها .
كل تلك الجلسات كانت نانا من تديرها الى جانبها تجلس اختاها سافية وخوميه وعمتي ابلاه ووسيلة والحجة بابلينا وتلك السيدة من بيت حبارة , نسوة لااعرف من هم ولكن اقارب للعائلة وجيران وخالاتي ,الاحتفال هو التحضير لزواج اختي الكبيرة. بعد الانتهاء من طقوس الحلويات كانت امي تحضر الحقيبة الكبيرة وتقدمها الى نانا ليرى الحاضرين ماذا ستحمل اختي معها من هدايا الى عائلتها الجديدة وكانت جدتي مهمتها ان تعرض على الحضور الهدايا من اقمشة رائعة وقمصان ويشاكير وهدايا اخرى وتمر الهدايا عبر الايدي وتلحقها الخوخا والدعوات الرائعة . اذكر ان اختي الكبيرة البارعة في الخياطة كوالدتي ,كانت قد حضرت بنفسها بعض الاعمال اليدوية من مفارش ومناديل مطرزة تم عرضها ايضا على الحاضرين , كانت جدتي فخورة باختي كثيرا فهي اول حفيدة لها تتزوج والعادات طبقت حسب عرفها ,رغم قلة الحال , اذكر ان والدتي كانت قد حاكت لها (بوخشة ) وهي عبارة عن عدة قطع من القماش حيكت على شكل ظرف رسائل, وضعت امي في داخله بعض انواع الخيطان وبعض الابر ومقياس ( مازورة) ومقص للخياطة
………
هذا اول عرس في العائلة واختي الكبيرة كانت علاقتي بها جدا قوية فهي من كانت تهتم بنا في صغري كواجب الملقى على عاتق الابنة الاولى . !! في تلك الفترة كنت في صف السادس الابتدائي واختي الصغيرة في الصف الخامس, وكان يجب عليها ان تذهب الى معسكر الطلائع الذي صادف في تلك الفترة , اصرار اختي الصغيرة على الذهاب الى ذلك المعسكرجعل اهلي يجبروني على مرافقتها حتى لاتشعر بالغربة لوحدها ,واكدوا لي ان العرس سيتم بعد عودتنا من المعسكر . اذكر في ذلك اليوم ودعتني امي وانا في طريقي الى الباص مع حفيبتي اوقفتني واعطتني علبة خاصة لي وحدي ,اشترت لي جبنتي المفضلة انذاك (كيري)حتى تفرحني قليلا وانا التي ابكي لااريد الذهاب .
لم نكد نصل الى المعسكر حتى تراكض الطلاب وتدافعوا فتعثرت ووقعت حقيبتي وداس عليها من داس وتحولت الجبنة في حقيبتي الى مادة لطخت ملابسي . في المعسكر افترقنا انا واختي ووضعنا كل على حدى فلم ارى اختي الا في الاجتماع الصباحي فكان ذهابيمعها بدون جدوى وكنت بائسة طول الوقت وانتظر انهاء المعسكر على امل انه في حال عودتنا ساحضر عرس اختي
الاسبوع مضى وعدنا الى المنزل واول مالاحظت ان البيت نظيف هادىء واغطية الصوفا جديدة والبيت مدهون وقلت لنفسي ربما لان العرس غدا لم التقي الا باخي الكبير وابي وامي ونانا ومازلت احمل حقيبتي على كتفي سالت امي اين اختي فقالت لقد زهبت الى بيتها الجديد اضطررنا لعمل العرس البارحة , ادرت نظري الى اختي الصغيرة باكية وقلت لها تريدين الذهاب الى المعسكر ! اذكر اني قضيت وقتا طويلا في الحمام اغتسل من غبار المعسكر المختلط بالدموع وكم حاولت امي مواساتي فلم تفلح اظن اني مرضت جدا من جزني ولامت امي نفسها كثيرا . ومازلت لاانسى تعاسة ذلك اليوم ابدا . ومن تعاستي ارسلتني امي الى بيت اختي العروس مع النسوة نحمل سلات الحلويات التي صنعتها النسوة في بيتنا قبل العرس وتركوني عند اختي العروس ليلتها.
…
في زواج اختي الثانية والثالثة لم تكن جدتي على قيد الحياة فتولت عمتي المراسيم كما علمتها جدتي , ولكن لم تكن بنفس الزخم وقلت الهدايا واقتصرت على اهل العريس فقط وحضرت امي كالعادة شيئا ما لاختي من اعمال يدوية وكانت ال (كدكه حلوا) مازالت من تقاليد العائلة الى ان تزوجت انا ,وبما اني تزوجت الى خارج البلاد كان من الصعب ان تتبع العادات فلم تستطع الدتي حياكة او عمل شيء يدوي لي لمشاكل في نظرها فقدمت لي مقصا للخياطة وبعض الابر الذهبية هدية زواجي هذه الهدية مازلت ااحتفط بها زكرى من والدتي وستبقى في العائلة عندي .
وعندما غادرت والدتي الدنيا سالني اخوتي اذاكنت اريد ان احتفظ بشيء من ذكراها فطلبت منهم تلك القطعة من القماش(البوخشة) التي كانت والدتي تملكها وتضع فيها خيطانها وابرها ذلك الظرف القماشي المزركش
Prenumerera på:
Kommentarer till inlägget (Atom)
Inga kommentarer:
Skicka en kommentar